تمهيد:
المعانى الإنسانية لا تحتاج إلى عناء حتى يحس بها الإنسان وكأن لسان كل محب حبا حقيقيا لا زائفا يقول: نعم نعم إنى اشعر بهذه المعانى.
ولكنى!!
علمت أن هناك ثلاثة أصناف على الأقل سوف لا يتابعون المُضيّ فى استكمال الإحساس بهذه المعانى....
أما الصنف الأول فهم أولئك القساة.
والثانى فهم أولئك الماديون أو بمعنى آخر الواقعيين جدا جدا.
والثالث فهم أولئك الذين يرفضون هذا المحتوى لأنهم...
لا يستهويهم هذا النوع من الكلام على الأقل.
والسؤال: هل هذه المعانى هى معان تعبر
عن كل إنسان محب أم تعبر عن موقف صاحبها فقط؟؟
وأرجو تفهم هذه المعانى داخل إطار الحياة الزوجية
التى شرعها الله .......حتى وان بد ا فيها نوع من المبالغة.
قال لى: حين تتكلم أحس بكلماتها وكأنها أناسي (بشرا) تتحرك وكأنها ترتدى أبهى الثياب تتمايل تيها وإعجابا وجمالا تارة يمينا وتارة شمالا وكأنها تعلن عن نفسها قائلة: هأنذا فأين أذن العاشقين؟؟
وأتلفت حولى لأجد جموع العاشقين قد تجمعوا فى شخص واحد هو أنا ثم تجمع كل ذلك دفعة واحدة داخل حنايا قلبى ...وأستقبل كلماتها لا بأذنى بل بنفسى كلها ...أشتاق إلى ان أعانق حروف كلماتها حرفا حرفا لولا ان يقول الناس بى مس من جنون.
قال لى:جلست على عرش قلبى وكأنها فى حفل زفاف تشهده الملائك
فَرحتْ..والنفس الإنسانية تفرح حينما تحس أن شيئا جميلا قد سحر بجماله بقية كل ما هو جميل داخل النفس.
قال لى: نظرت إلىّ كطفلة جميلة تنظر إلى عروستها وتحادثها برقة حانية ولكن قلبها ظل معلقا بى ...ظل يجذبنى إليه جذبا كلما قلتُ أتوقف عن هذا الانجذاب تخور مع جمالها قواى ....كلما قلت أتوقف عن حبها أجدنى كل يوم أحبها أكثر من الأول.
قال لى: عاطفتها تهتاج حين تتلاقى أعيننا أما أنا فأطير بلا أجنحة لأحلق فى سماء الحب ولا عجب فعاطفتى تزداد بها قوة وتمتلىء نفسى بها وبحبها تيها وإعجابا فانا نعم أنا حبيب فلانة( زوجتى).
قال لى: رحت أعيش داخل حنايا قلبها تاركا هذه الدنيا الواسعة
لأعيش بل لأراقب كيف يفرح قلبى بها وكيف ينبض بحبها؟
ولم أعجب حين وجدتها داخل قلبى ترقب هى الأخرى كيف تعيش مع نفسها لتراقب فرحتها بى ...امتزجنا...صرنا قلبا واحدا ...جسدا واحدا... وتنوسيت الكلمات بيننا ...صرنا معا (أنا) وحذف من قاموس مفرداتنا كلمة (أنت) وعشنا مشاعرنا بلا كلمات ...بلا ألفاظ....بلا حروف فهى عندى الحرف والكلمة واللفظ....عشنا مشاعرنا بهمسات قلوبنا..بنظرات عيوننا....بلمسة حانية فى دنيا بها جميع الألوان إلا الألوان الغامقة.
قال لى:اشتركنا معا فى صناعة الحب بين قلبينا هى تبنى وأنا أجمّل أو هى تجمّل وأنا أبنى.... بناء صرح الحب وصارت تلك أجمل صناعة فى دنيا المحبين بل صار عزفنا معا نغم يفرح الكون معنا لفرحتنا..
قال لى : كانت لها مشاعر أنثى اكتملت فيها معانى الحب والعواطف الجياشة كانت نورا يضفى لمعانا وبريقا على ما حولها فتحول الأشياء المعتمة بصفاء روحها إلى نور و ضّاء.
قال لى: حين أحببتها نسيت العالم علمت ان هناك شيئا ما اكبر منى من طموحى من حياتى...لكنى لست أدرى هل وجدتها أم هى التى وجدتنى؟؟
كانت مجهولا ظللت ابحث عنه حتى أضنانى البحث فوجدتها فهل كان هذا موعدا مع القدر أم كانت تنتظرنى هناك فوجدتنى فامتزجت أرواحنا؟؟
كان فراغا هائلا يملأ قلبى حتى وجدتها فملأت كل هذا الفراغ ولست أدرى هل سعيت إليها لأسد هذا الفراغ أم قد جاءت بتلقائية وسهولة ويسر و دون مقاومة منى فسدّت فراغ قلبى؟؟
قال لى : كنت أظن قلبى يرتاح عند نومى لكنه يزداد نبضا وخفقانا ولو جاز لى لقلت إنى لأفكر فيها فى صحوى واحلم بها فى نومى وكأن الحياة أبت ألا يكون بقلبى إلا روحها .
قال لى: قلبى ازداد شجنا ..لم اعد اعرف طعم الراحة أو هدوء الفكر أو خفوت الدمع أو...أو...فانا بين حالتين لا تفارقانى:
قلب نابض بالحب ذلك حين لا أتواجد معها
وقلب مأسور ومشتعل بالحب ذلك حين أكون معها.
صارت حواسى كلها حاسة واحدة مجتمعة بقوة واحدة فى مكان واحد هو قلبى.
قال لى : أشتاق أن أقول لها إن حروفى لا تكفيك عندى...فحروفى مشاعر محفورة داخل صدرى ولا تبحث تجميعة حروفى إلا
عن كلمة واحدة هى .........( اسم زوجتى).
رأيت فيها حواء الأولى رأيت جمالها فوق كل جمال..
صار الجمال عندى ما كان فيه شبها منها...
رأيت فيها عروس العمر كله غير ان عرسها عندى ليس زمنا ما
يروح بعد انقضاء عهده...
كلا كلا
وإنما هى عندى حكاية حب صاغها الزمان بمشاعر قلب ما كان له ان يفرغ من حبه ما بقى حيا.
قال لى : أرأيت يا صديقى كيف هو الحب فى قلبى؟
قلت:
لعمرى ان دنيا المحبين غير دنيا الناس إنها دنيا لا تعرف إلا معانى الخير والحب والفضيلة والإيثار....
رأيت قلبك يا صديقى يبحث عن سجّانه ويستعذب ذلك السجان.
رايت قلبك يا صديقى يرضى بالقيود ويراها احلى قيود....
لقد جمع الله بين قلبيكما بحب لو حسب بميزان الناس والدنيا لما كان إلا هملا حب يروح ويجىء ...
لكنى وجدته كحب استثنائي !!!
لذا لا عجب ان ميزانه غير ميزان الناس انه ميزان المشاعر الجميلة والعواطف التى لا تنضب أبدا.
وكيف ينضب حب قلب صاحبه مثل قلبك يا صديقى؟؟؟
حين جمع الحب بين قلبيكما عشتما معا فى دنيا لا تحسب بالساعات ولا بالدقائق فقوانينها غير قوانين الناس إن أيامها لتحسب بالمشاعر المتدفقة لغتها المشاعر الملتهبة مادتها هى الحضور الشخصى لكل منكما ههنا فى هذا المكان ولكن ليس فى هذا الآن ولكن له امتداد فى المستقبل ....لقد جمع الحب بين قلبين قبل ان يتعارفا فلما تعارفا أدركا كمّ العذاب فى بحث كل منهما عن الآخر....التقيتما بعد طول غياب ....التقيتما حتى تحولان الماضى إلى مستقبل لا يموت ولكن قليلا من القساة من يفقهون وانك لتراهم يسخرون من هذه المشاعر بين حين وآخر....
فى قصة الحب الصادق العفيف جمع القدر بين قلبين كأنهما ملكين يهبطان من جنة بالسماء ليحيلا بحبهما الأرض إلى جنة سماوية جنة تُعجب الناظرين وتشتاق إليها أرواح وقلوب الظامئين إلى الحب.
خاتمة وتعليق:
1/ تتشابه النفوس فى الشعور بالحب وقد تختلف قوة أو ضعفا فى مقدار الحب لكن أرواح المحبين تتلاقى على مشاعر مشتركة.
2/لقد مات من فقد قلبا يحب وكأن كل الناس موتى إلا المحبين..
3/ما كانت الأيام لتسلب المرء راحة إلا حين تسلبه إنسانا كان يحمل قلبا صادقا مفعما بحبه...كانا معا قلبا واحدا لكنهما متحابين حبا متباينا هو الأعمق كيفا وهى الأقوى حجما وان شئت قل عكس ذلك.
4/الحب الحقيقى لا الزائف يضفى للحياة بهجة تتأخر معها أو دونها معظم ( وليس كل) الهموم الأخرى.
5/ما كان لامرىء أن يفرح وهو محروم من أحبائه محروم منهم بموت أو سفر أو كتمان مشاعر ما كان له ان يبوح بها.
فى النهاية
اسأل الله ان ينفعنا جميعا.